📁 آخر المقالات

مغارة الجن المرعبة 2

 

******

مغارة الجن المرعبة

ج 2

...بعد برهة انطفأ كل شي، الصوت المخيف، و صوت مبارك. فاستعد ريان وسالم لترك المكان والنجاة،وما إن  هما بذلك حتى برزت لهما زوبعة صغيرة،تدور وتدور ثم استحالت الى امرأة مخيفة، عيناها كالجمر وشعرها الاشعة الأغبر يغطي جزءا كبيرا من وجهها. أسنانها حادة كأسنان القرش تبرز أظافرها الطويلة كالخناجر.

أنشبت أظفارها في ثياب سالم و ريان ورفعتهما .فوقعا صريعين فاقدي الوعي.

بعيد المغرب بقليل استفاقا على قطرات كانت تسقط عليهما من الأعلى  ظنوا للوهلة الاولى أنه الغيث لكنه كان كثيفا وساخنا ومالحا تفوح منه  رائحة البول، بل هو البول بنفسه إلا أنهم لم يتبينا مصدره.

وفركا عينيهما ثم لاح لهما من بعيد ضوء بل أضواء بشكل ثنائي فظنا أن الفرج اقترب:

"هؤلاء أهلنا جاءوا يبحثوا عنا" قال سالم.

"لكن تلك الأنوار تبدو غريبة وثنائية" .أجابه ريان.

وأخدت الأنوار الثنائية تقترب.. تقترب.. ومعها تقترب أصوات الاقدام التي تصادم الصخور. 

شدا الصديقان إلى مصدر الأنوار والصوت شدا ،تجمدا مكانهما إلى أن وصل المشاة  وطوقوهما وهم يقولون: وليمة وليمة

لم تكن تلك الأنوار سوى أعين أقارب تلك المرأة المخيفة. كانت لهم حوافر البغال وأعين تلتهب كالنيران  قصار القامة. قال كبيرهم:

"أنتم معشر البشر غذاء لنا وقد ساقكم القدر إلينا."

وقالت اخرى منهم:

"أين ثالثكم الذي ذكرت لنا ساحرتنا العظيمة".ثم صاحت بصوت خشن: "نفروخا؟ نفروخا أين أنت ها نحن قد جئنا." 

خرجت نمروخا من الكهف وهي تحمل بمخالبها "مبارك" كصقر يحمل جرذا تصيح بصوت عال:

 "هاهو يا عزيزتي."

قال كبيرهم، على عجل:

"لناخذهم بعيدا عن هذا المكان، فاهاليهم يتقفون أثرهم ومعهم رجل حكيم يقال له" الفقيه".وقد خضنا معه معارك كثيرة لم نفز في واحدة منها.وأنت بقدرك وجلالك يا "نمروخا" عانيت معه كثيرا أليس كذلك؟"

ردت في ارتباك:

 "أجل أجل".وأردفت:

"الخطة هي ان أصير   حصانا طائرا وأحملهم فوق ظهري بعد أن نحسن ربطهم ثم بهم نحو واد الجماجم.هناك لا طائر يطير ولابشر يسير.هناك نقيم حفلة شواء من لحم البشر. "

قال كبيرهم وهو يتلمظ:

"كم هو لذيد وطري لحم الصبيان .فسيري وانتظيرينا بالوادي وسنتبعك مشيا لانا لانطير منذ أن دعا علينا سليمان النبي" 

انتفضت نمروخا وصارت زوبعة فتحولت الى حصان بجناحين عتيدين. حملت الفتية الثلاثة وحلقت بهم إلى وادي الجماجم وتبعها أهلها مشيا على الاقدام وهم يرددون:

"لحم الفتية طري "

"لحم الفتية لذيذ."

******

في وادي الجماجم حلقت نمروخا مع شعبها وقد وضعوا الفتية وسطهم مكتوفين الى بعضهم البعض. جمعوا حطبا كثيرا ثم قبل أن يقدموا على شواء الفتية أقاموا بعض الطقوس ورددوا كلاما لايفهموه إلا هم.كانوا يصرخون ويرقصون وصراخهم يملا جنبات الوادي وتجاوز صداه كل مدى.

قال كبيرهم :

"أوقفي الاحتفال يا نمروخا، ولنعجل بالشواء فإن الفجر قريب وأنت تعلمين مايفعل بنا الاذان حتى وان كنا بعيدين فإن صوته يصل إلينا.إن الفجر يجبرنا على الإختفاء وإلا احترقنا."

سمع الفتية كلام كبيرهم وأدركوا أن هناك أملا  بالنجاة،فقال مبارك:

"هناك سورة في القران إن استطاع أحدنا قراءتها بصوت عال من دون خطأ شتت شملهم.ونجونا منهم"

قال ريان:

"أ تقصد" سورةالبقرة" أنا أحفظ منها حزبين وأظنهما كافيين لبلوغ الفجر."

قال سالم:

"على بركة الله ا بدأ.لبسم الله الرحمان الرحيم"

شرع ريان في التلاوة:

 "الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين...."

فانخرط اهل نمروخا في الصراخ واضعين أصابعم في أذانهم وهم يستنجدون:

" كفى كفى انا نحترق." 

فقالت نمروخا:

 "ا صبروا قليلا إنه لا يحفظ سوى القليل" 

واستمر ريان في التلاوة حتى بلغ الفجر واختفى الجميع وكأن الأرض ابتلعتهم.ولم تختف يمروخا بل قالت:

"سألحق بأهلي الان وأذهب لكني سأعود ولأنكم لن تستطيعوا مغادرة المكان "

ضحك الثلاثة وهم يستهزئون من قولها فعادت إليهم تهددهم:

"أ تتحدونني؟؟؟ سأريكم الان من تكون نمروخا"

...يتبع

توقيع  :عبد الكريم التزكيني

تعليقات