مغارة الجن المرعبة
ج 1
في قرية نائية قاصية قرر ثلاثة فتية الانطلاق في مغامرة نحو كهف بعيد يقع في أقاصي القرية ،يقال ان الاستعمار الذي عمر لنصف قرن قد خلفه بعدما استخرج منه أحد المعادن .
عقد الفتية العزم على الذهاب و اعدت لهم أمهاتهم ما طاب ولذ من زاد يتبلغون به في طريقهم وفي استكشافهم للكهف.
لم يتوانى الأباء والأمهات من التحذير من مخاطر ما أقدم عليه هؤلاء الفتية،لأن المكان قاص وقفر وخال من كل معالم الحياة.
ورغم كل تحذير فان الفتية اصروا على المغامرة والاستكشاف.
انبلج الفجر وبزغ نور مصباحه وبدأت تباشير الصباح في الظهور،واستعدت الشمس لترسل خيوط اشعتها الذهبية الدافئة ومعه استعد الفتية للانطلاق.
امتطى كل فتى دراجته التي ستحمله الى الكهف،انطلقوا على بركة الله وطفقوا يطوون المسافات طيا والسعادة تغمرهم.قال سالم:
"قد لاتصدقاني اذا قلت لكم ان جدي قد ساهم في حفر الكهف بعدما كان مستخدما عند الفرنسيس. "
اجابه مبارك هازئا:
"بركة من السلوكية" يقصد كفاك كذبا.
قاطعه ريان وهو يشير اليه بسبابته:
"انت دائما هكذا لاتصدق أحدا، فأنا أيضا قد أخبرني أبي أن جدي اخبره بالمحن التي عاشها مع العمال المغاربة، حيث كانوا يعملون تحت التهديد."
*******************
بلغ الثلاثة المكان... كهف واسع عميق لايظهر له حد،مظلم إذا أدخلت يدك لم تكد تراها.شغف الفضول يدفع بهم لاكتشاف الكهف لكن الخوف تسلل الى نفوسهم بسبب الظلام الدامس والصمت القاتل.
"انت دائما تصدع رؤوسنا بالشجاعة والبطولة، فهلا تقدمت اولا ولحقنا بك"،قال ريان مخاطبا مبارك.
مبارك: "ومن قال إن هذا الكهف الصغير سيخيفني. اتبعاني أولا تفعلا"
انطلق مبارك كالسهم وبيده مصباح صغير تارة ينير به الطريق وتارة أخرى يطفئه .واصل مسيره الى ان غاب ضوؤه عن أنظار صاحبيه.
انتظرا رجوعه بعد نصف ساعة أو يزيد لكن لا اثر له وبدات الشكوك تتسلل إلي نفوسهم.
ريان:لندخل ونبحث عنه ونكتشف المكان.
سالم: لا لن أجازف،و مايكون ابطاؤه هذا إلا نذير شؤم. ولنرى هل شجاعته ستخلصه من اي ورطة.
******
مر اليوم باكمله لا مبارك ظهر،ولا صديقاه بحثا عنه. بل عصف بهما الخوف ولم يقدما على شيء.
أذنت شمس النهار بالرحيل، واستعدالليل ليطبق بظلامه على المكان الموحش،وقبل أن يهم ريان وسالم بالرحيل وترك صاحبهما ليواجه مصيره تسلل الى مسامعهم صوت مرعب ارتج الجبل من قوته وسمع صراخ لمبارك وهو ينادي :
"ارجوك يا سيدتي ارجوك. انا خائف جدا. سامحني ...."
ودب الرعب إلى قلبي صاحبيه وألصق كل واحد وجهه بالأخر وهما يرتجفان ويتمتمان...
بعد برهة انطفأ كل شي، الصوت المخيف، و صوت مبارك. فاستعد ريان وسالم لترك المكان والنجاة،وما إن هما بذلك حتى برزت لهما زوبعة صغيرة،تدور وتدور ثم استحالت الى امرأة مخيفة، عيناها كالجمر وشعرها الاشعة الأغبر يغطي جزءا كبيرا من وجهها. أسنانها حادة كأسنان القرش تبرز أظافرها الطويلة كالخناجر.
أنشبت أظفارها في ثياب سالم و ريان ورفعتهما .فوقعا صريعين فاقدي الوعي.
يتبع....
توقيع :عبد الكريم التزكيني