📁 آخر المقالات

كيف تحمي ابنك من الإدمان الإلكتروني.

 لا تجعل ابنك يدمن الأجهزة الالكترونية

نعيش اليوم حالة من الارتباك والقلق فيما يتعلق بتربية الجيل الحالي ،خاصة في ظل هذا الغزو الإلكتروني الرقمي الذي يزيد يوما بعد يوم ،فعلى الرغم من فوائده الكبيرة في كل المجالات إلا أنه من الواجب علينا أن نراجع بعض الأمور بخصوص إدمان الأطفال على هذه الأجهزة بشكل ملفت.

في هذا المقال سنعرض بعض النقاط الخاصة بإدمان الأطفال على الأجهزة والشاشات،مسلطين الضوء على مايلي:

تحديد معنى الإدمان الرقمي.

تبيين أسبابه وبعض مخاطره.

اقتراح بعض الحلول للحد منه.

تعريف الإدمان الرقمي.

يطلق الإدمان الرقمي على كل مبالغة أو إكثار في استعمال الأجهزة الإلكترونية ومحتوياتها الرقميةكالهواتف الذكية، والألعاب، ووسائل التواصل الاجتماعي. و يظهر هذا الإدمان عندما يقضي الشخص وقتًا طويلا أمام الشاشات، متجاهلاً مسؤولياته اليومية.

كما نجد الأطفال والمراهقين يقضون ساعات طويلة على تطبيقات مثل "تيك توك" أو "إنستغرام"، فيسهرون الليالي لتصفح المحتوى. ثم إن الألعاب الإلكترونية  ك "فري فاير"  و"ماينكرافت غير التعليمية" تؤدي أحيانًا إلى إدمان شديد قد يصل إلى العزلة الاجتماعية، حيث يُفضل الطفل  التفاعل الافتراضي على التفاعل الواقعي مع أصدقائه أو أسرته.

من المسؤول عن إدمان الأطفال الرقمي؟

لقد أصبح الإدمان الإلكتروني الرقمي معضلة كبرى يقضي من خلالها الأطفال وقتا طويلا أمام الشاشات و يؤثر بشكل كبير على نفسياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية.

مسؤولية الأباء

   تلقى المسؤوولية الكبرى على عاتق الأباء ، عندما يقضون  وقتًا طويلًا أمام الشاشات، ومن المعلوم أن الأولاد يقلدون أباءهم  ،ذلك أن  انشغال الوالدين بالتكنولوجيا يؤثر على الوقت الذي يقضونه مع أبنائهم، مما يقلل من جودة التواصل الأسري ويزيد من تعرض الأطفال للمخاطر الرقمية مثل التنمر والابتزاز الإلكتروني.

إن معظم  الآباء يعتمدون بشكل مفرط على الإنترنت يوميًا،  هذا الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية من قبلهم يؤدي إلى أن يصبح الأطفال أكثر انغماسًا في العالم الافتراضي، مما يعزز سلوكيات الإدمان الرقمي.

ومن تم يمكن القول  إن سلوك الوالدين له تأثير كبير على عادات الأطفال الرقمية،إذ يقلدون سلوكاتهم وعاداتهم .فهناك فرق بين أب يطالع كتاب و أخر يتصفح أي موقع من المواقع .فالأول بإمكانه إقناع ابنه بالمطالعة بينما الأخر لا يمكنه أن يقنع  ولده  بالكف عن الجهاز إذا كان هو منهمكا فيه.

مسؤولية بعض الشركات

 تتحميل شركات التكنولوجية -خاصة تلك المسماة بشركات التواصل الاجتماعي -المسؤولية عن التأثيرات السلبية التي تتسبب فيها منصاتها للأطفال.إذ تحفز بعض منصاتها   على التفاعل بشكل مستمر من خلال تصميم ميكانيزمات تجعل من الصعب عليهم تقليص وقتهم في التصفح.  و تعتبر الشاشات مصدرًا مستمرًا لتحفيز إفراز الدوبامين في الدماغ، مما يعزز العادات ويخلق حلقة مفرغة من البحث المستمر عن المكافآت الرقمية. 

فكل إشعار أو مكافأة من الألعاب الرقمية يحفز الدماغ، مما يجعل الطفل يسعى للحصول على المزيد، ويؤدي إلى ضعف السيطرة على الدوافع. 

وتستفيد شركات التكنولوجيا من هذه الحلقات لتعزيز الإدمان على منتجاتها، مما يزيد من التفاعل والمشاركة، ويعزز الإيرادات عبر الإعلانات، دون مراعاة الآثار الصحية النفسية للمستخدمين.

مخاطر الإدمان الرقمي على الأطفال 

إن إدمان الأطفال  يشكل مصدر قلق كبير خاصة في ظل تزايد أعداد المدمنين على هذه المنصات. فإذا كانت أدمغة البالغين أكثر نضجًا وقدرة على التحكم في الدوافع، فإن أدمغة الأطفال تكون في مرحلة تطور مستمر، مما يجعلها أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات في بنيتها العصبية، وهو ما يعوق نمو الدماغ الطبيعي وقد يساهم في حدوث إدمان الشاشات.

و تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في تفاقم المعضلة حيث تزيد من  مشاعر القلق والاكتئاب بين  المراهقين، ذلك أنهم يقارنون أنفسهم سلبًا بأقرانهم.  فالأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً في الألعاب الإلكترونية يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب.

إن أداء الواجبات المدرسية أو مشاهدة التلفزيون،موازاة مع إنجاز الواجبات المدرسية مثلا قد يعطل الأداء الإدراكي ويعرض عملية التعلم للخطر. لأن الأطفال المدمنون على الشاشات يعانون أيضًا من مجموعة من المشاكل الصحية : كالأرق و آلام الظهرو زيادة أو نقصان الوزنو مشاكل في الرؤيةو الصداعو القلقو والشعور بالوحدة والخداع.

وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي إدمان الشاشات إلى تأثيرات خطيرة، بما في ذلك تقلص حجم الدماغ وفقدان الأنسجة في مناطق دماغية مسؤولة عن مهارات التخطيط والتنظيم، مما يسبب اضطرابات في التفكير والذاكرة.

بعض الحلول للحد من ظاهرة إدمان الأجهزة الرقمية لدى الأطفال

ولمواجهة هذه المشكلة المتفاقمة، لا بد من اتخاذ إجراءات فعالة على مستويات عدة إذ  يجب على الأفراد تطوير ضبط النفس والوعي بحدود استخدام التكنولوجيا،من أجل ذلك إليك بعض النصائح العملية لمنع ألإدمان الرقمي عند الأ طفال.

 أولا:تخصيص وقت محدد 

 من المفيد جدا للأباء أن يحددوا مدة زمنية لأطفالهم للإستمتاع بالجهاز الرقمي  حيث  يمكن ذلك   خلق بيئة منظمة ومنع الاستخدام المفرط.

ويجب  أن يتعاون  الأباء مع ألأطفال في وضع هذه الحدود، مما يعزز التواصل المفتوح حول أهمية التوازن في حياتهم اليومية. فعليهم أن يجعلوا من هذه النقاشات فرصة لتعليمهم عن الأنشطة المفيدة مثل القراءة واللعب في الهواء الطلق، التي تساهم في نموهم الشامل. مما  يعزز الفهم لديهم حول الهدف من  هذه الحدود الحدود، و يعزز أيضًا من شعورهم بالمسؤولية.

 يمكن اعتماد نظام المكافآت  بخصوص ضبط الوقت ،حيث يمكن السماح للأطفال الاستمتاع بالألعاب الإلكترونية بعد إتمام واجباتهم المدرسية أو الأنشطة المفيدة الأخرى.لأن يشجعهم على تحقيق توازن بين الألعاب والمهام اليومية.

ثانيا: تخصيص أوقات بعيدا عن التكنولوجيا

تعتبر هذه الخطوة من  الطرق الفعالة لتقليل تأثير التكنولوجيا على حياة الأطفال، فتخصيص مناطق وأوقات خالية من الأجهزة الإلكترونية داخل المنزل كجعل من طاولة الطعام أو غرف النوم مناطق محظورة للأجهزة.

و يجب  على الأباء أن يكونوا قدوة لأطفالهم، فمن خلال التزامهم  بهذه القواعد، سيشعرالأبناء بأهمية اتباعها. فإذا رأوا أن الجميع في الأسرة ملتزم  بالوقت والمناطق الخالية من التكنولوجيا، سيصبح هذا سلوكًا موجهًا لهم.

 ثالثا:تشجيع أنشطة بعيدة عن الأجهزة

هذا عنصر مهم أيضا فتشجيع الأنشطة التي لا تعتمد على الأجهزة الإلكترونية أمر حيوي للحفاظ على توازن حياتهم.. ولهذا، فمن الأفضل تشجيع الأطفال على قضاء وقت أطول في الأنشطة الخارجية، كالمشي أو اللعب في الحديقة،أو تنظيم رحلات استكشافية ،وهوما يحسن صحتهم الجسدية ويعزز من قدرتهم على التركيز والانتباه بعيدًا عن هذه الأجهزة.

رابعا: مراقبة المحتوى الرقمي

يبدو أن مراقبة المحتوى الرقمي من الأهمية بمكان، فمع مع وجود العديد من التطبيقات والألعاب والمحتويات المتاحة عبر الإنترنت،يجب  مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأطفال. ونحن نعلم أن قد  بعض المنصات الإلكترونية قد تعرض محتويات غير مناسبة لعمرهم أو قد تؤدي بهم  إلى عزلة اجتماعية.وفي هذا الصدد لاب من تفعيل أدوات الرقابة الأسرية التي توفرها الأجهزة أو التطبيقات لتقييد الوصول إلى المحتويات غير المناسبة. كما يمكن استشارة الأولاد  حول نوع المحتوى الذي يشاهدونه،  وهو مايجعلهم واعين بأهمية الأمان الرقمي.

 خامسا: تعزيز العلاقات الاجتماعية الحقيقية

تعد العلاقات الاجتماعية الواقعية أساسًا مهمًا لتوازن حياة الأطفال. لذا، من الضروري أن نحثهم على التواصل مع أصدقائهم وعائلاتهم وجهًا لوجه.فمسؤولية الكبار تشجيع الأطفال على تنظيم لقاءات مع أصدقائهم في الخارج أو المشاركة في أنشطة اجتماعية دون استخدام الأجهزة الإلكترونية. وهو ما يمكنهم من تطوير مهارات التواصل الاجتماعي لديهم  ويتيح لهم الفرصة للتعلم والنمو في بيئة حقيقية واقعية.

خلاصة 

خلاصة القول هي أن إدمان الأطفال على الشاشات الرقمية وعلى الإنترنت خاصة مواقع التواصل الاجتماعي  هي ظاهرة خطيرة وجب على كل المتدخلين تكثيف الجهود للحد منها /حتى يتسنى لنا حماية جيل لا حول له ولاقوة من مغبات ما قد يقع مستقلا

تعليقات