 |
طفلك عنيد؟لا تقلق إليك الحل.
يرى الكثير من الأباء و الأمهات عناد أبنائهم سلوكا مقلقا،غافلين أنه سلوكا نظريا يحاول الطفل من خلاله التعبير عن ذاته وعن قدرته على الاعتماد على نفسه.في هذا المقال سنعرض لموضوع عناد الأطفال من خلال النقاط الاتية:
تحديد معنى عناد الأطفال.
تأثيرات العناد الإيجابية للأطفال.
نصائح للأباء و الأمهات للتعامل مع طفلهم العنيد.
معنى عناد الأطفال
يمكن تعريف العناد بشكل عام بكونه سلوكا طبيعيا يرفض الأولاد من خلاله التعليمات المقدمة لك من لدن الكبار،ويرتبط بما هو تربوي ونفسي وسلوكي.على المستوى التربوي يمكن اعتبار العناد رد فعل لمحاولة تحقيق الطفل ذاته والدفاع عن خياراته ،وبذلك يمكن اعتباره سلوكا محمودا وجزءا من بناء شخصيته.أما من الناحية النفسية فهو سلوك يعكس مدى مقاومة الطفل للتوجيهات نتيجة لبض تجارب المحيط.في الجانب السلوكي ،العناد مجرد مقاومة متعمدة لأوامر الاهل والمعلمين.
تأثيرات العناد الإيجابية عند الأطفال
عناد الطفل ظاهرة صحية سليمة إذا تم التعامل معها بشكل جيد بل يمكن اعتباره ذكاء يمتاز به.
فهو يعرف تمامًا ما يريد وما لا يريده، حيث تكون طبيعته الفطرية واضحة في قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة دون تردد. هذا يعني أنه لا داعي للقلق بشأن اختياراته في الحياة، سواء كان ذلك في اختيار ملابس عيد ميلاده أو في تحديد مستقبله المهني، سيعرف بالضبط ما يود تحقيقه.
كما أنه يمتلك قدرة على التركيز الكامل في أي مهمة يختارها، فهو بذلك يكون ملتزمًا تمامًا بالأهداف التي يضعها لنفسه، ما دام لم يُجبر على القيام بها. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع بروح تنافسية عالية تدفعه لبذل أقصى جهده في تحقيق أهدافه، حتى وإن واجه صعوبات.
من ناحية أخرى، الطفل العنيد لا يتراجع أمام التحديات الصعبة.فهو يحب التحدي ويستمر في المحاولة حتى يحقق النجاح، متفوقًا على من حوله، حتى بعد أن ييأس الآخرون. هذه المثابرة والإصرار تمنحه قوة حقيقية للوصول إلى ما يريد.
فيما يتعلق بالتنمر، فالطفل العنيد لا يسمح لأحد بالتنمر عليه. فهو يظهر قوة داخلية منذ صغره، وعندما يواجه التنمر، يظهر نفس التحدي الذي يظهره لك، مما يجعله دائمًا مستعدًا للدفاع عن نفسه بشكل قوي.
من جانب اخر لا يتأثر الطفل العنيد بسهولة بمحاولات الآخرين لتغيير قناعاته. فبفضل تربيته على القيم السليمة، يتخذ قراراته بناءً على رؤيته الخاصة ولا يتبع الآخرين لمجرد رغبتهم في تغيير وجهات نظره.وهو ما من شأنه أن يعزز فيه روح الاستقلالية و بناء ثقته بنفسه.
5 نصائح فعالة للتعامل مع الطفل العنيد
إذا اعتبرنا أن العناد عند الأطفال سلوك طبيعي يمكن أن يسبب تحديات للأهل، فإنه ليس بمشكلة مستعصية إذا تم التعامل معه بشكل صحيح. وهذه بعض النصائح العملية للتعامل مع العنيدين بشكل إيجابي:
أولا: الحوار بدلا من الأوامر المباشرة.
يجب تجنب استخدام الأوامر المباشرة مع الطفل العنيد.بل من الأفضل استخدام أسلوب النقاش والحوار،وهو ما يتيح له التعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يرفض القيام بشيء معين، يمكنك مناقشة الموضوع بهدوء وطرح الخيارات عليه بدلاً من إصدار الأوامر.
ثانيا: التشجيع والمدح.
إن تشجيع الطفل أو مدحه على السلوكات الإيجابية أو الأفعال الإيجابية يساعد على تعزيز السلوك الجيد عند الطفل. فإذا قام الطفل بتصرف إيجابي كإتمام واجبه المدرسي، يمكنك أن تثني عليه بالمديح والشكر و هذا يحفزه على الاستمرار في التصرف بشكل إيجابي ويشجعه على الشعور بالأمان والثقة بالنفس.
ثالثا: الاستماع إلى رغبات الطفل.
من المهم أن يتم الاستماع إلى رغبات الطفل ومشاعره قبل اتخاذ أي قرار. على سبيل المثال، إذا كان الطفل لا يريد الذهاب إلى المدرسة، حاول معرفة السبب وأعطه الفرصة للتعبير عن مشاعره دون مقاطعة.
رابعا: الهدوء و عدم التسرع.
يجب على الأباء والأمهات التحكم في غضبهم في التعامل بهدوء مع أطفالهم في حالة عنادهم المستمر، مع ضرورة التحلى بالصبر. فلا داعي للتسرع في العقاب أو اتخاذ أي قرارات متسرعة.على سبيل المثال إذا عاند الطفل ومغادرة المكان ، ثم العودة لتهدئته ومناقشة الموضوع معه بهدوء تام.
خامسا: اعتبار العناد صفة إيجابية.
من المهم أن يتعامل الأباء مع عناد اطفالهم كصفة إيجابية في شخصيتهم ، . فالتعامل مع العناد كفرصة لتوجيه الطفل نحو اتخاذ قراراته الخاصة وتحمل مسؤولياته، يسعفه في بناء شخصية قوية قادرة على مواجهة كل التحديات.
خلاصة
وبهذا يمكن القول إن العناد سلوك طبيعي يحاول الطفل من خلاله التعبير عن ذاته ،لذا يجب التعامل معه بشكل إيجابي وذلك من خلال اتباع النصائح السالفة الذكر.
