📁 آخر المقالات

هل تعرف قصة عادت حليمة لعادتها القديمة

هل تعرف قصة عادت حليمة إلى عادتها القديمة

 أدب الأمثال وتربية الاجيال.

يحظى أدب الأمثال بعناية كبرى في الأدب العربي،وفي العالم باسره،كما أن له أهمية بالغة في تربية الأجيال،ذلك أنه يزرع فيهم القيم النبيلة والأخلاق العالية،من خلال نقله لتجارب الاجداد.

وتتميز الأمثال بلغتها الجميلة البسيطة، إذ يمكن استثمارات كأداة تعليمية لتنمية الذوق والتفكير.غير أن المناهج الدراسية خاصة في البلدان العربية لا توليها العناية المستحقة.

وهناك الكثير من الأمثال التي نسمع عنها ولا نعرف قصتها من الأساس،لذا ارتأينا ان نعرض لكم ثلاثة أمثال عربية معروفة مع سرد قصتها كاملة.

المثل الأول:عادت حليمة إلى عادتها القديمة

من منا لا يعرف هذا المثل ولم يتردد على مسامعه،لكن هل نعرف قصته؟وهل سمعت يوما بخاتم الطائي؟إنه الرجل العربي الذي يضرب به المثل في الكرم والجود.لكن ماذا عن زوجت حليمة؟إنها أبخل النساء،كانت ترتجف يدها إذا همت بوضع الزيت في إناء مخافة أن تضيع قطرة منها.لذا ارتأى حاتم أن يغير من طبعها ويحملها على العطاء والكرم اقتداء به ،فقال لها يوما إن المرأة التي تضع ملعقة سمن في في الطعام يزيد الله في عمرها.فصدقت ما قال ،وعملت بنصيحته حتى يطول عمرها،فصار الطعام لذيذا أعجبت به و أكثرت منه ،إلى أن قال حاتم : أصبحت المرأة كريمة بالفعل.

و صارت على على العادة الجديدة زمنا إلى أن فقدت أحب الناس إليها،ولدها الوحيد،فحزنت لفقده حزنا شديدا،ولم تعد لها رغبة في الحياة، فرأت أن تقلل من وضع السمن في الطعام حتى تموت بسرعة وتلتحق بولدها. فلما اكتشف حاتم ذلك منها قال قولته الشهيرة :

لقد عادت حليمة لعادتها القديمة.

العبرة التعليمية: لا تسطيع تغيير طباع الناس مهما حاولت ،و إن كانت طباعا سيئة.

المثل الثاني: القشة التي قسمت ظهر البعير.

يحكى أن تاجرا عربيا كبيرا كان في إحدى جولاته التجارية بمنطقة ما.وكان قد اشترى بضاعة وفيرة لا يكفي ما معه من الإبل  لحملها.فأشار عليه أصحابه وعماله أن يشتري مزيدا من البعير والنوق لحمل بضاعته  بسلام   و في أمان،إلا أن البضاعة الكثيرة التي اشتراها نفذت ما كان معه من مال.

لم يسمع لنصيحة الناصحين لأن المال لا يكفي،فارتأى أن يركب رأسة ويحمل كل بضاعته على دوابه.

ثم صار يحمل بعيره من البضاعة ،ينظم ويصفف ويحزم،والناس تنظر إليه مستغربة لصنيعه ،فلما حملها البضاعة كاملة أضاف إليها قطعة صغيرة "قشة" من بضاعته،فهوى البعير وسقط أرضا مباشرة .استغرب الناس    وأخذوا يرددون:

القشة التي قسمت ظهر البعير.

والناس تعلم تماما أن القشة ليست السبب و إنما ماتراكم من بضاعة قبله.فصارت العبرة بعد ذلك معرض حديث الناس.

العبرة التعليمية: تراكم الأشياء الصغيرة قد يكون مدمرا في الأخير إذا لم تنتبه له والناس حاولت تنبيهك له ،لكنك لم تبالي.

المثل الثالث:جنت على نفسها " براقش "

يحكي في القديم أن قرية صغيرة كانت تعيش في أمن وسلام ،وكانت بسيطة بساطة أهلها ،وكانت معهم كلبة يقال لها " براقش"

عرفت الكلبة براقش بدهائها ،فأحبها الناس حبا شديدا ،لما تسديه لهم من خدمة، فهي بالإضافة إلى جمالها وإخلاصها ،كانت تحرس القرية من كل غريب يدخلها أو عدو يتهددها، سلاحها الوحيد هو النباح. تنبه من خلاله الناس فيحتاطوا لأنفسهم ويعلموا أن هناك أمرا مريبا وجب الانتباه له.

ذات يوم هاجم الأعداء القرية فلم يجد أهلها بدا من الفرار إلى مكان يختبئون به: فانطلقوا إلى الغابة المجاورة و اختبأوا خلف أشجارها وحشائشها،إلى أن هم العدو بالمغادرة.

عندها أدركت براقش بأنها كانت السبب في نجاة أهل القرية  من العدو ، فانخرطت في النباح تعبيرا عن النصر،  فسمع العدو نباحها وعاد أدراجه إلى مصدر النباح فوجد أهل القرية مختبئين .  قتل الأعداء كل سكان القرية ولم تسلم براقش هي الأخرى من الهلاك. وبذلك تكون قد:

جنت على نفسها براقش.

العبرة التعليمية : التسرع والتصرف من غير تفكير يؤدي إلى الهلاك.

خاتمة.

كانت هذه بضعة أمثال عربية ،وغيرها كثير،بالامكان استخدامها في مناهجنا الدراسية،لما لها أثر من  أخلاقي تربوي يمكن أن تستفيد منه الأجيال.

تعليقات