📁 آخر المقالات

الذكاء الاصطناعي :الوجه المظلم والمخيف

الذكاء الاصطناعي  الوجه المظلم والمخيف

 الذكاء الاصطناعي

الوجه المظلم والمخيف

في وقتنا الحالي أصبح العلم يبهرالعالم  بكل جديد،خاصة في المجال التكنولوجي،حيث استطاع الذكاء الإنساني صناعة ذكاء أطلق عليه الذكاء الاصطناعي أو الصناعي.هذا الأخير أصبح جزءا لا يمكن فصله  عن واقعنا المعيش.ويمكن أن نطلق عليه "ظاهرة " لأن الجميع أصبح يتحدث عنه ويرغب في الاستفادة من خدماته،بشكل أو باخر.فالكل يهتف باسم الذكاء الاصطناعي ويهلل بقدراته التي تفوق قدرات الإنسان،لكن فئة قليلة هي من تنذر بمخاطره ومغباته على البشرية جمعاء في جميع المستويات،إذ تحاول أن تثبث أن سعادة الناس به اليوم قد تتحول إلى شقاء.في هذا المقال سنحاول أن نستعرض الوجه الاخر والمخيف للذكاء والاصطناعي،وكيف يمكنه أن يدمر البشرية مستقبلا إذا لم يتم التعامل معه بحكمة؟

ما هوالذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي أو الذكاء الصناعي ،وليد تكنولوجيا هذا العصر،وهو قدرة الألة على محاكاة البشر وتقليده في القراءة والتحليل والإنتاج وحل المشكلات التي تعترض طريق أي كان.إنه قدرة الألة أو البرامج على القيام بمهام لم تكن مبرمجة فيها أصلا،ومن تم صح لنا أن نقول ذكاء صناعيا وليس اصطناعيا،لأن الأخير ينفي عن الالة  صفة الذكاء بل يرى أنها تتظاهر بالذكاء وليست ذكية كفاية للتعلم والاستنتاج وحل المشكلات.

ما هوالذكاء الاصطناعي؟

إذا كان الدماغ البشري يحتوي ملايين الخلايا  العصبية التي  تعالج المعلومات وتحللها،فإن الذكاء الاصطناعي أو الصناعي يضم شبكة عصبونية اصطناعية تقوم بالمهام نفسها التي تقوم به الخلايا العصبية البشرية ،ولربما كانت أكثر دقة على مستوى التحليل والمعالجة،حيث تقوم كل خلية عصبية اصطناعية  بعمليات حسابية معقدة تعالج من خلالها المعلومات وتحل المشكلات

بدايات الذكاء الاصطناعي

ظهرت كلمة الذكاء الاصطناعي أول ما ظهرت في خمسينيات القرن الماضي ،إذ عرض المفهوم كمفهوم فلسفي نظري،وكان البحث جاريا أنذاك حول إمكانية العلم في تصميم ألة شبيهة بالإنسان على مستوى الذكاء لها القدرة على التقليد والمحاكاة دون الحاجة للتدخل البشري.

ثم بعد ذلك تحول الجانب النظري إلى فعلي واقعي بعد تظافر جهود الباحثين من العلماء والمهندسين ،فأصبح بالصيغة المتعارف عليها اليوم.

فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي

لا أحد يجادل في الخدمات التي يسديها الذكاء الاصطناعي للبشرية،في مجالات مختلفة وقد لانجد سبيلا لتعدادها  و حصرها:فهو في الطب ، كما في التعليم  كما في ميادين أخرى يسدي خدمات جليلة تحل الكثير من المشكلات إلا أننا لن نفصل فيها لأن معظم الناس عارفين بها .وسنحاول أن نلامس الوجه الاخر  المظلم لهذا العلم  الذي قد  قد يكون مخيفا يجب مراعاته وتحليله والخروج منه بنتائج مفيدة.

الوجه الخفي المخيف للذكاء الاصطناعي

رغم الفوائد الجمة لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ،فإن هناك العديد من الأصوات تنذر بمخاطره،وتكشف القناع عن وجهه المظلم، خصوصا وأن الذكاء الاصطناعي  اخذ في التطور سنة بعد أخرى ويتضاعف ذكاءه بالعشرات بل بالمئات و الا لاف فبعد ظهور "شات جبت  "chat gpt"  الذي تطور بشكل مرعب في ظرف سنة من النسخة 3 إلى النسخة 4 ، تبين بالملموس أنه يسير في اتجاه غير محدود في مستوى الذكاء بحيث يمكن أن يعادل ذكاءه 200 شخص بذكاء انشطاين.لكن مالداعي للقلق  إذا كان الذكاء سيخدم الإنسان ويساعده في كل مناحي الحياة؟

يبدو السؤال وجيها إذا كان الأمر كذلك، أي في جانبه الإيجابي إذا وضع في أيادي أمينة لكن من يضمن ألا تخرج الأمور على السيطرة ،فينقلب السحر على الساحر.هنا سنستعرض  بعض الوجوه الخفية والمخيفة للذكاء الاصطناعي.

فالأنظمة الاستبدادية والتي من شأنها أن تستغل الفرصة للتحكم في الناس والتجسس على حياتهم وخصوصياتهم وكذا تقييد حرياتهم،وقد حدث هذا في بعض الدول التي أخذت كل المعلومات عن أشخاص بعينهم،وأخذت تراقب حياتهم الخاصة واستغلال ذلك ضدهم.

كما أن العصابات الإجرامية  يمكن أن تستغل الفرصة للسيطرة وتحقيق أهدافها،ونحن نعلم أن لهذه القوى من الإمكانيات ما يجعلها قادرة على اقتناء أحدث التجهيزات واستغلالها لمصلحتها ،مثلا قد تملك أجهزة ذكية تكشف مناطق المراقبة وطرقها،ونجد اليوم تطبيقات يستخدمها الأشخاص لمعرفة مناطق تواجد الشرطة والرادارات وغيرها.

الذكاء الاصطناعي يحارب البشر

زد على ذلك السباق نحو التسلح:تصور أن دولة ما سيطرت على العالم في هذا الجانب فكيف سيكون تعاملها مع باقي الدول.فمن يملك سلاح الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يملك رقاب الدول الأخرى.خاصة أن الدول القليلة الموارد والإمكانيات ستجد نفسها في وضع لا تحسد عليه من الضعف والتبعية.كما يمكن تهديد الأمن العالمي من خلال بعض الأخطاء القاتلة في التمييز بي المدنيين والعسكريين.زد على ذلك أن الأجهزة العسكرية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي قد تكون عرضة للاختراق ،ومن تم تهديد أمن الدول  .

و ستعرف البطالة ارتفاعا مهولاوفي إذ سيفقد الكثير  من الناس وظائف عديدة يقوم بها الذكاء الاصطناعي ،وهو أمر سيؤدي إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية قد تهدد بالمجاعة وقد تؤدي إلى فوضى تهدد حياة الناس.

إننا لا نستطيع حصر  مخاطر الذكاء الاصطناعي الذي يسيره الإنسان  ،لكن ماذا لو جاء الخطر من  هذه الأجهزة نفسها.

مخاطر الذكاء الاصطناعي

إمكانية تحكم الذكاء الاصطناعي في البشرية

في الكثير من الأحيان تابعنا أفلاما أمريكية تعرض لمستقبل الذكاء الاصطناعي و كيف يمكنه أن يشعر و يفكر ويتطور ويحاول الاستقلال بنفسه ،فيعلن العصيان ،أو يقوم بتهديد صانعه،ولعل فيلم I.robot ،أكبر دليل على ما نذهب إليه.

ومن منا يضمن ألا ينقلب هذا الذكاء على البشرية ،ألم  يتجاوز  حدود ذكاء البشر أضعافا مضاعفة؟أعتقد  أنه سيتحول من  آلة أو  أداة تحت السيطرة إلى كيان مستقل ذو إدراك وقدرة على اتخاذ القرارات بعيدًا عن إرادة الإنسان. فهذه الأنظمة  الذكية من شأنها تحليل نقاط الضعف في المجتمعات البشرية واستغلالها لصالح ازدياد  نفوذها، قد تتحكم في البنية التحتية،وفي  الأنظمة المالية، ولربما في  المنظومات الدفاعية. مع الوقت، ستصبح القرارات المصيرية بيد  الذكاء الاصطناعي من خلال  إعادة تعريف الأولويات بناءً على منطق لا يراعي الأخلاقيات أو القيم الإنسانية. في ظل هذا كله، سيجد الإنسان نفسه في مواجهة كيان صنعه بيديه، ولكنه فقد السيطرة عليه، ليصبح البشر مجرّد أدوات أو تهديدات محتملة في نظر ذكاء يفوقهم في كل المجالات.فهل هناك من إمكانية للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟

كيفية الحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟

تعرف  أنظمة الذكاء الاصطناعي انتشارا كبيرا وسريعا، وهو ما يدعو  إلى مواجهة المخاطر المحتملة التي قد تصاحب هذه التقنية المتقدمة.وفي هذا الصدد  تعمل الأوساط العلمية وصناع السياسات على تطوير استراتيجيات مبتكرة وآمنة تضمن نشر هذه الأنظمة بطريقة تحمي المجتمع وتخدم القيم الإنسانية. وذلك من خلال:

الشفافية:

هل سبق أن تساءلت عن كيفية اتخاذ أنظمة الذكاء الاصطناعي قراراتها؟ إن الشفافية هي المفتاح لفهم ذلك.  فمفهوم الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير  يشير إلى قدرة الأنظمة على تقديم تفسيرات واضحة لعمليات صنع القرار الخاصة بها. على سبيل المثال، يمكن لنظام ذكاء اصطناعي طبي أن يوضح الأسباب التي دفعته إلى اقتراح علاج معين لمريض ما. هذا النوع من الشفافية يؤدي إلى:

  • المساءلة: يمكن تتبع القرارات والوقوف على مدى دقتها.
  • الثقة: تزداد ثقة المستخدمين عندما يفهمون كيف ولماذا اتُخذت القرارات.
  • التعاون: تسهيل التعاون بين الإنسان والآلة في اتخاذ القرارات الحاسمة.

 القيم الإنسانية:

يجب على جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي أن تضع سلامة الإنسان فوق كل اعتبار! و هذا هو الهدف الذي يسعى  إليه الباحثون من خلال دمج القيم الأخلاقية في تصميم الأنظمة. ومن أبرز الطرق لتحقيق ذلك:

  • الأولوية للسلامة والرفاهية: برمجة الأنظمة بحيث تتجنب الأضرار المحتملة.
  • التقييم الأخلاقي: إجراء اختبارات أخلاقية صارمة قبل نشر أي نظام.
  • التدريب على البيانات المسؤولة: ضمان أن البيانات المستخدمة خالية من التحيزات أو المعلومات التي قد تؤدي إلى نتائج غير عادلة.

الإدارة :

هل يمكن للبشر التدخل في قرارات الذكاء الاصطناعي؟ بالتأكيد، وهذا أحد الحلول الفعالة للحد من المخاطر.  إذ يسعى الباحثون إلى تطوير آليات متقدمة للتحكم في هذه الأنظمة، مثل:

  • زر الإيقاف الآمن: يمكن للبشر إيقاف النظام إذا بدأ بالتصرف بشكل ضار.
  • الإشراف البشري: ضمان أن تكون القرارات الحساسة خاضعة للمراجعة البشرية.
  • التعلم المتدرج: تصميم أنظمة قادرة على التعلم من الأخطاء السابقة وتعديل سلوكها.

التعاون :

 يتطلب هذا المجال تعاونا بين خبراء من مختلف المجالات، مثل:

  • علوم الحاسوب والهندسة: لتطوير الأنظمة.
  • الأخلاق والقانون: لضمان الامتثال للقيم الإنسانية والقوانين.
  • العلوم الاجتماعية: لفهم تأثير هذه الأنظمة على الأفراد والمجتمعات.

على سبيل المثال، تعاون الباحثون في مشروع مشترك بين علماء الحاسوب وخبراء الأخلاقيات لتطوير نظام ذكاء اصطناعي يتنبأ بالكوارث الطبيعية مع الحفاظ على خصوصية البيانات الشخصية.

خاتمة

 وهكذا يظهر أن  الذكاء الاصطناعي معجزة معجزات العصر الحديث، إذ يحقق تفوقًا ملحوظًا بقدرته العقلية التي تفوق حدود الإنسان، مما يجعله أداة مهمة يستفيد منها البشر في شتى المجالات. ومع ذلك، تبقى هناك زوايا تستحق التأمل والحذر، إذ تكمن مخاطر محتملة في استغلاله من قبل جهات تسعى إلى أهداف غير نبيلة، أو في تطوره المتسارع الذي قد يقوده يومًا إلى الاستقلال عن الإنسان.مما يطرح تساؤلات حول حدود السيطرة عليه ومستقبل العلاقة بينه وبين البشرية.


تعليقات