📁 آخر المقالات

لماذا يعاني بعض الأطفال من فقدان الشهية أو الشره المرضي؟

 

لماذا يعاني بعض الأطفال من فقدان الشهية أو الشره المرضي؟

 يعتبر الطعام جزءاً أساسياً من النمو والتطور في عالم الطفولة،. ولكن، ماذا يحدث عندما يعاني بعض الأطفال من فقدان الشهية أو الشره المرضي؟ إنَّ هذا الموضوع يحمل في طياته العديد من التعقيدات والأبعاد التي تحتاج إلى مناقشة عميقة. في هذا المقال، سنتناول أسباب فقدان الشهية والشره المرضي لدى الأطفال، وكيف يمكن للآباء والمعلمين مساعدتهم في التغلب على هذه التحديات.

لماذا يعاني بعض الأطفال من فقدان الشهية أو الشره المرضي؟

لماذا يفقد الأطفال شهيتهم؟ الأسباب النفسية والصحية التي لا يجب تجاهلها!

1️⃣ التوتر والإجهاد: القاتل الصامت للشهية!

هل لاحظت أن طفلك يرفض تناول طعامه المفضل دون سبب واضح؟ ربما يكون التوتر هو السبب! عندما يواجه الأطفال ضغوطًا دراسية أو مشكلات اجتماعية، قد يتفاعل الجهاز العصبي بإفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يؤثر على مراكز الجوع في الدماغ ويجعلهم ينفرون من الطعام.

مثلا،طفل يستعد لامتحان مهم قد يشعر بالغثيان أو يفقد الرغبة في تناول وجبته الصباحية، حتى لو كانت تحتوي على طعامه المفضل مثل البيتزا أو البان كيك.

2️⃣ التغيرات الحياتية: اضطراب في التوازن الغذائي

تؤثر التغيرات الكبيرة في حياة الطفل على شهيته، مثل:

- الانتقال إلى مدينة جديدة: حيث يواجه الطفل بيئة جديدة وأشخاصًا غير مألوفين، مما قد يولد لديه شعورًا بالقلق والتوتر.
- الطلاق أو الانفصال بين الوالدين: وهو من العوامل النفسية القوية التي قد تدفع الطفل لفقدان الرغبة في الأكل كنوع من الاحتجاج الداخلي أو نتيجة اضطراب عاطفي.
تخيل طفلًا كان يستمتع بوجبات العشاء العائلية يوميًا، لكن بعد انفصال والديه، أصبح يتناول الطعام بمفرده في جو بارد، مما يجعله ينفر من الطعام تمامًا.

3️⃣ الضغوط الأكاديمية: هل التفوق الدراسي يأتي على حساب الصحة؟

يريد بعض الأطفال تحقيق درجات عالية مما قد يدفعهم إلى الإرهاق العقلي والبدني. لكن هل تعلم أن التفكير الزائد والقلق قد يؤديان إلى اضطرابات هضمية مثل:
 الغثيان
 آلام المعدة
 فقدان الشهية التام
فالطالب الذي يقضي ساعات في حل المسائل الرياضية استعدادًا لاختبار الرياضيات،قد  ينسى تناول الغداء لأنه غارق في التوتر والخوف من النتائج!

 نصيحة ذهبية: إذا لاحظت تغيرات في عادات الأكل لدى طفلك، حاول التحدث معه وفهم الأسباب العاطفية والنفسية الكامنة وراء ذلك، فقد يكون الحل في الدعم العاطفي وليس مجرد تقديم وجبة مغذية!

فقدان الشهية عند الأطفال: متى يكون علامة على مشكلة صحية خطيرة؟

قد يكون فقدان الشهية عرضًا مؤقتًا ناتجًا عن الإجهاد أو التغيرات النفسية، لكن في بعض الحالات، قد يكون مؤشرًا على مشاكل صحية تحتاج إلى تدخل طبي. إذا استمر طفلك في رفض الطعام لفترة طويلة، فقد يكون السبب مرضًا كامناً يستدعي الفحص الطبي العاجل!

 1️⃣ العدوى: عندما يصبح الطعام غير مرغوب فيه بسبب المرض!

يعتبر الجهاز المناعي خط الدفاع الأول ضد الفيروسات والبكتيريا، لكن عند إصابة الطفل بعدوى، فإن الجسم يستهلك طاقته لمحاربة المرض بدلًا من تحفيز الجوع.

 أبرز أنواع العدوى التي تسبب فقدان الشهية:
التهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والإنفلونزا، حيث يشعر الطفل باحتقان الحلق وسيلان الأنف، مما يجعله يرفض تناول الطعام.
التهابات الأذن، والتي تؤثر على توازن الطفل وتسبب الغثيان والدوار، مما يؤدي إلى فقدان الشهية.

 2️⃣ الاضطرابات الهضمية: عندما يصبح الطعام عدوًا للجسم!

في بعض الحالات، يعاني الأطفال من مشاكل في الجهاز الهضمي تجعلهم يتجنبون الطعام لا شعوريًا بسبب الألم أو الانزعاج الذي يرافق الأكل.

 أكثر الاضطرابات شيوعًا:
حساسية القمح (السيلياك): مرض مناعي يجعل الجسم يهاجم الأمعاء الدقيقة عند تناول الجلوتين، مما يؤدي إلى آلام في المعدة وإسهال مزمن.
عدم تحمل اللاكتوز: عدم قدرة الجسم على هضم السكر الموجود في الحليب، مما يسبب انتفاخات وتقلصات بعد تناول منتجات الألبان.
على سبيل المثال،طفل يشرب كوبًا من الحليب صباحًا، لكنه يبدأ بعد دقائق بالشعور بألم في البطن وانتفاخ شديد، ما يجعله يرفض الطعام في الوجبة التالية خوفًا من تكرار التجربة المؤلمة.

دور الأسرة في شهية الطفل: هل تؤثر طريقة التربية على عاداته الغذائية؟

تلعب البيئة العائلية دورًا حاسمًا في تكوين عادات الأكل لدى الأطفال، فبينما يساعد التشجيع الصحي والتوجيه السليم في تنمية علاقة إيجابية مع الطعام، قد تؤدي بعض الأساليب التربوية الخاطئة إلى فقدان الشهية أو اضطرابات غذائية. فهل تؤثر تصرفات الأهل على رغبة الطفل في تناول الطعام؟

 1️⃣ أسلوب التربية: الضغط يولد النفور!

يعتقد بعض الآباء أن إجبار الطفل على تناول الطعام هو الطريقة المثلى لضمان تغذيته، لكن هذا الأسلوب قد يأتي بنتائج عكسية!

 أخطاء شائعة في التربية الغذائية:
الإجبار على إنهاء الطبق بالكامل: قد يشعر الطفل أنه مجبر وليس لديه خيار، مما يجعله يرفض الطعام لاحقًا.
المكافآت أو العقوبات المتعلقة بالطعام: مثل قول "إذا أكلت الخضار، سأعطيك حلوى"، مما يجعل الطفل يربط الأكل الصحي بشيء غير مرغوب.
التوبيخ عند رفض الطعام: قد يسبب التوتر والقلق، مما يؤدي إلى ارتباط الطعام بمشاعر سلبية.

 مثال عملي:
طفل يجلس أمام طبقه، بينما تصر والدته على إنهائه بالكامل، فيشعر بالضيق والتوتر، مما يؤدي إلى رفض الطعام في المستقبل خوفًا من الإجبار!

 الحل: اجعل وقت الطعام تجربة ممتعة دون ضغوط، واسمح للطفل بتحديد الكمية التي تناسبه.

 2️⃣ نمط الحياة: الأكل العشوائي وفقدان الشهية!

 هل يعتمد طفلك على الوجبات السريعة والمأكولات المصنعة بدلًا من الأطعمة المغذية؟

 إن العادات الغذائية العائلية تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل ذوق الطفل وتفضيلاته.

نمط الحياة: الأكل العشوائي وفقدان الشهية!

 أسباب فقدان الشهية المرتبطة بنمط الحياة:
الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية مثل الشيبس والمشروبات الغازية، والتي تضعف الرغبة في الأكل الصحي.
تناول الوجبات أثناء مشاهدة التلفاز أو الهاتف، مما يجعل الطفل فاقدًا للتركيز على إحساس الجوع والشبع.
عدم وجود أوقات منتظمة للطعام، مما يسبب اضطرابًا في إشارات الجوع في الدماغ.

الشره المرضي عند الأطفال: اضطراب خطير يستدعي الانتباه!

يعد الشره المرضي العصبي (البوليميا) من أخطر اضطرابات الأكل التي قد تصيب الأطفال والمراهقين، حيث يعاني الطفل من نوبات شره يتناول فيها كميات كبيرة من الطعام، ثم يشعر بالذنب والخوف من زيادة الوزن، فيلجأ إلى التقيؤ القسري أو استخدام الملينات للتخلص منه. فكيف تؤثر العوامل النفسية والاجتماعية والوراثية على الإصابة بهذا الاضطراب؟

1️⃣ الشخصيات الحساسة: عندما يصبح الطعام وسيلة للهروب!

ليس كل الأطفال يتعاملون مع الضغوط بنفس الطريقة، فالبعض يكونون أكثر حساسية وتأثرًا، مما يجعلهم عرضة لاضطرابات الأكل.

 لماذا يكون الأطفال الحساسون أكثر عرضة للشره المرضي؟
القلق المستمر بشأن مظهرهم أو وزنهم.
التعرض للانتقاد من الآخرين، حتى لو كان غير مقصود.
التأثر بالبيئة المحيطة، مثل المقارنة مع الأصدقاء أو المشاهير.

 2️⃣ توقعات المجتمع: هل تسبب ضغطًا نفسيًا على الأطفال؟

تلعب المعايير الجمالية المنتشرة في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا خطيرًا في تكوين صورة الجسم لدى الأطفال، مما قد يؤدي إلى عدم الرضا عن الذات واللجوء إلى سلوكيات غذائية مضطربة.

 العوامل الاجتماعية التي تساهم في الشره المرضي:
التنمر المتعلق بالشكل أو الوزن، خاصة في المدرسة.
التأثر بالمشاهير أو المؤثرين الذين يروجون لمقاييس جمال غير واقعية.
التوقعات العائلية الصارمة بشأن الشكل والوزن.

 صورة ذهنية:
طفل يشاهد برامج تلفزيونية تعرض نموذجًا مثاليًا للنحافة، فيشعر بعدم الرضا عن جسده، ويبدأ في تناول الطعام بشراهة ثم التخلص منه خوفًا من زيادة الوزن!

 3️⃣ محاولات التحكم: لماذا يلجأ الأطفال للشره المرضي؟

قد يكون الشره المرضي محاولة من الطفل لاستعادة الإحساس بالسيطرة على حياته، خاصة إذا كان يعيش في بيئة مليئة بالضغوط.

 متى يكون الشره المرضي وسيلة للتحكم؟
_ عندما يشعر الطفل بالعجز أمام مشاكله اليومية، مثل الضغوط المدرسية أو العائلية.
_ عندما يكون غير قادر على التعبير عن مشاعره، فيستخدم الطعام كوسيلة للهروب.
_ عندما يحاول تعويض شعور بالنقص أو عدم الأمان.


 كيفية مساعدة الطفل على تجاوز اضطرابات الأكل: دليل عملي للأباء!

 قد يكون فقدان الشهية أو الشره المرضي لدى الأطفال إشارة إلى مشكلات نفسية أو عاطفية تحتاج إلى دعم خاص. كيف يمكن للأهل التعامل مع هذه الحالة بطريقة صحية وبناءة؟ إليك أهم الخطوات التي تساعد على تحسين علاقة الطفل بالطعام وضمان نموه بطريقة سليمة!

 1️⃣ التواصل المفتوح: المفتاح لفهم مشاعر الطفل!

يعتبر الحوار الصادق والمفتوح بين الأهل والأطفال أقوى وسيلة لمعرفة أسباب اضطرابات الأكل والتعامل معها قبل أن تتفاقم.

 كيف يمكن فتح نقاش إيجابي حول الطعام؟
طرح أسئلة تحفيزية مثل:
- "كيف تشعر عندما تتناول الطعام؟"
- "هل هناك أطعمة معينة تفضل تجنبها؟ ولماذا؟"
-"هل شعرت يومًا بالضغط لتغيير وزنك أو مظهرك؟"

الاستماع الجيد دون إصدار أحكام:

- عندما يعبر الطفل عن مشاعره تجاه الطعام، يجب على الأهل الاستماع بتعاطف بدلًا من التوبيخ أو التقليل من مشاعره.
- من المهم التعبير عن الدعم والتأكيد على أن كل إنسان لديه تجربة غذائية مختلفة.
نمط الحياة: الأكل العشوائي وفقدان الشهية!

 مثال عملي:
إذا قال الطفل: "أنا لا أحب تناول الطعام، أشعر أنه يجعلني سمينًا."
بدلًا من الرد بـ:  "لا تكن سخيفًا، أنت لست سمينًا!"
يمكنك الرد بـ:  "أنا أفهم أنك قلق بشأن وزنك، هل ترغب في التحدث عن السبب؟"

2️⃣ تقديم قدوة إيجابية: الأطفال يقلدون آباءهم!

الأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة والتقليد، لذا فإن سلوك الأهل تجاه الطعام يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل عادات الأكل الصحية لدى أطفالهم.

 كيف تكون قدوة إيجابية في التغذية؟
تناول وجبات صحية معًا:
- يجب أن يرى الطفل أن الأكل الصحي جزء من نمط حياة طبيعي وليس عبئًا أو عقابًا.
-ةتناول وجبات عائلية دون ضغوط أو إجبار يساعد الطفل على تطوير علاقة إيجابية مع الطعام.

 تجنب التعليقات السلبية حول الوزن أو الشكل:

- لا تتحدث عن "الرجيم" أو "السعرات الحرارية" أمام الطفل بطريقة مفرطة.
- لا تنتقد وزنك أو وزن الآخرين، فهذا قد يجعل الطفل مهووسًا بمظهره بدلًا من التركيز على الصحة.
إذا قال أحد الوالدين أثناء العشاء: "أنا أكره جسمي، يجب أن أتوقف عن الأكل"، فقد يبدأ الطفل في رؤية الطعام كعدو بدلًا من مصدر طاقة للجسم.

 الحل الأفضل: التركيز على فوائد الطعام الصحي بدلاً من ربطه بالوزن فقط، مثل:

- "تناول الفواكه والخضروات يساعد جسمك على النمو بشكل قوي!"
- "البروتينات تمنحك طاقة لممارسة الرياضة واللعب!"

3️⃣ البحث عن المساعدة: متى يجب استشارة مختص؟

إذا استمر فقدان الشهية أو الشره المرضي لفترة طويلة، فمن الضروري طلب المساعدة من مختص نفسي أو طبيب تغذية قبل أن يتفاقم الوضع.

 متى يكون من الضروري زيارة الطبيب؟
- إذا لاحظت أن طفلك يفقد الوزن بشكل مفاجئ أو يكتسبه بسرعة غير طبيعية.
- إذا كان يتجنب الطعام أو يتناول كميات كبيرة منه ثم يتخلص منها.
- إذا أصبح الطفل قلقًا جدًا بشأن وزنه وشكله بطريقة تؤثر على نفسيته.
- إذا كان يعاني من أعراض جسدية مثل الدوخة، الإغماء، اضطرابات النوم، أو مشاكل في الجهاز الهضمي.

 ما الفائدة من التدخل المبكر؟

- يساعد العلاج المبكر في إعادة بناء علاقة صحية مع الطعام.
- يقلل من خطر الإصابة بمضاعفات جسدية ونفسية.
- يمنح الطفل الدعم النفسي والتقني للتعامل مع مشاعره بشكل أفضل.

 نصيحة أخيرة: لا تتردد في طلب المساعدة، فاضطرابات الأكل ليست مجرد "عادة سيئة"، بل حالة تحتاج إلى علاج ودعم متخصص

الخلاصة:

إن فقدان الشهية والشره المرضي  من المشاكل التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الأطفال النفسية والجسدية.ويعد الفهم الجيد لهذه القضايا والتواصل المفتوح مع الأطفال عاملين مساعدين على التغلب عليها. فلا تتردد في استشارة مختص إذا كنت تشك في وجود مشكلة، لأن الدعم المبكر يُعتبر مفتاحاً لنجاح العلاج.

تذكر، إن رحلة كل طفل فريدة، وينبغي أن تكون هناك طريقتك الخاصة لدعمه.
تعليقات